Wednesday, June 20, 2012

الهاتف الذى طلبته غير متاح الى الابد




  قصة ( الهاتف الذى طلبته غير متاح إلى الأبد ) 

كان يجلس وحيدا فى منزله الذى سكنته الوحده منذ سنوات طويله قاربت على العشرون عاما , ولكن اليوم تزداد وحدته لسبب غير معروف
يجلس فى ذلك المكان على نفس المقعد الكبير الوثير الموجود بجوار النافذه الزجاجيه ,, مقعده المفضل والذى ورثه عن والدته
ظلام حالك لا يقطعه سوى بعض الاضواء التى تاتى من انارة الشارع ... يحتضن سيجارته وينظر اليها نظره مبهمه وهى تتحول لرماد ( حتى السيجاره ستنتهى وتتركه ) هكذا كان يفكر
تنتابه الان احدى نوبات الوحده الذى تعود على زيارتها منذ زمن بعيد والتى لا يوجد احد فى العالم يستطيع ان يخفف عنه وطأتها .. فهو يعرف مخارجها ومداخلها وكيفية علاجها الذى يكون بمزيد من الوحده والحزن...
يشعر الان برغبه ملحه فى البكاء ولكنه لايستطيع اطلاقا .. غامت عيناه بالدموع وتبللت رموشه محاولا انزال ولو دمعه واحده ثم توقف وشعر بانه يخدع نفسه ... لم يبكى منذ وفاة امه فقد راى انها الانسانه الوحيده التى تستحق دموعه وموتها هو الحدث الوحيد الذى يستحق البكاء ....

يمسك تليفونه المحمول , ويتفقد فى ملل ورتابه قائمة الاسماء والمليئه باسماء الكثير من النساء حتى يصل عن عمد الى اسمها المسجل لديه .. ينظر الى الاسم ويثبت نظره عليه كانه ينظر الى صاحبة الاسم شخصيا ... ثم يتذكرها , فى الواقع هو لاينساها مطلقا فبطريقة ما ارتبطت معه بكل شئ تقريبا

هى ارق واجمل انسانه عرفها فى حياته , معها لديه رغبه كبيره فى الحديث باستمرار بالرغم من انه يفضل الاستماع دائما لكل من حوله وخصوصا النساء فهو مستمع جيد جدا
خبرته الكبيره فى النساء جعلته يعرف منذ حديثهما الاول انها تحمل مشاعر طفله شديدة البراءه فى جسد امراءه شديد الانوثه تُشعرك دائما بانها فى أََمسً الحاجه اليك لحمايتها ولكنك تجد انك انت من تحتاج اليها باستمرار ولا تجد الراحه سوى معها
يتذكر الان حديثهما الاول منذ سنوات والذى كان حديثا طويلا جدا , هو يعلم انه دخل حياتها فجاءه وخرج فجاءه صافعا الباب مخلفاًً ورائه عاصفه قويه من الالم والتساؤلات , فلقد اقترب منها بشده وابتعد بعنف وقسوه

مازال ينظر الى اسمها المسجل فى تليفونه ويتذكر كم جاهد نفسه سابقا الاف المرات كى لا يتصل بها .. فهو لايريد ان يعطيها اى امل فى علاقه لن تنجح ., لن تنجح بسببه هو , هو يعلم ذلك لانه يرفض اى شئ قد يبعده عن وحدته او حتى يشاركه فيها ,, وحدته التى يطلق عليها حريته... وقد كانت هى من الاشياء القويه التى دخلت حياته وهددت تلك الوحده بقوه
عاد يتذكر بعض من حديثهما الاول ... حينما قال لها اريدك ان تكونى مثل ظلٍى ..
قال لها ايضا : اريدك ان تكونى كالزجاجه , التى يضع بها الانسان كل ماضيه , اشيائه وافعاله التى لايستطيع ان يخبر بها احد ....
قلة خبرتها بالرجال والحياه جعلتها تطير فرحا بتلك الكلمات
لم تعى وقتها ان الرجل لا يرتبط بظله كثيرا .. لايبحث عنه ولا يتكلم معه ولايهتم بوجوده من الاساس ,,
لم تعى ان مصير تلك الزجاجه يكون البحر تتلقفها امواجه وتضربها بقسوه فلا تستقر على شاطئ ابدا
لم تعى وقتها انه بكلماته قد انهى القصه قبل بدايتها
يعلم انه كان قاسى معها وبشده على غير المعتاد .. ولكنه اخبرها منذ البدايه ولم تصدقه , لم تصدق برائتها وجود رجل مثله لا يوجد عنده شئ اسهل من ترك الاشياء والاشخاص

عرف من حديثهما الاول انها من ذلك النوع الكلاسيكى الذى يحتفظ بفعل اول كل شئ مع شريكه وحبيبه , فقد حافظت على بكورة مشاعرها وقلبها طوال سنوات من اجل رجل واحد يكون هو الاول والاخير ,, لذلك وجد من النداله ان يجرحها ثم يتركها لانه يعلم انه لن يتنازل عن وحدته بسهوله ,, ولكنه متأكد ان سهمه قد اصاب الهدف وربما ذلك مايشعره دائما بالذنب تجاهها

علاقه غريبه جمعتهما , يبتسمان لبعضهما البعض وكل منهم يعلم مابداخل الاخر .. وربما يتلتقيان ولا يتبادلا كلمه واحده كانهما لايعرفا بعضهما اطلاقا فهو كثيرا ما كان يتحاشى تلاقى العيون .. وبالرغم من ذلك حينما يحتاج اليها يجدها باستمرار بنفس الحنان الذى لم يؤثر فيه قسوته اطلاقا ..
يتحدث هو وتستمع هى بكل حب , تتعامل معه وكأنه لم يجرح كرامتها او يهين كبرياء انوثتها مطلقا .. وحينما تحتاجه هى لا يجيب مطلقا , ويعود ويحتاج اليها ويتردد كثيرا بالطبع لن تجيبه .. ولكنها تفاجئه بنفس الهدوء ونفس الحنان .. غريبه هى تلك المرأه
هو الان يحتاج اليها بشده , يحتاج الى مجرد سماع نبرة صوتها الهادئ الذى يتميز بوجود بحًه بسيطه تضفى عليه حنانا مضاعفا , يحتاج ان يتحدث معها فى اى شئ فاى شئ معها يكون له معنى كبير ...
انتبه فجاءه وهو سارح فى افكاره انها لم تحدثه منذ فتره ولا يعرف عنها شيئا منذ اكثر من ثلاثة اشهر, تحديدا منذ اخر مكالمه تليفونيه بينهما ...استغرب ذلك بشده , هى دائما ماتكون حريصه على التواجد بصوره او بأخرى...
تذكر حوارهما الاخير وكم كانت حزينه ومتألمه ولم تحاول حتى ان تدارى ذلك
لماذا لم يسال عنها طوال تلك الفتره؟؟ حقا يالقسوة قلبه .. بالتاكيد ايقنت بعد عدم معاودة اتصاله بها بعد حوارهما الاخير والذى كان غريبا جدا , ايقنت انها لا تعنى له شيئا على الاطلاق
رنًت فى اذنيه جملتها التى افتتحت بها المكالمه :-
هى : ممكن نتكلم شويه؟ عشر دقايق بس .. واوعدك دى اخر مره هكلمك فيها
هو: انتى عارفه انى احب اسمع صوتك على طول .. ليه بتقولى كده؟
هى: هتعرف بعدين ... ممكن طلب تانى؟
هو: قولى
هى: خلينى احس ان انت كمان عايز تكلمنى
اذهله طلبها بشده ربما لجرائتها غير المعهوده , شعر انها تعانى شيئا ما وان هناك مايؤلمها بشده ولكن كبريائها يمنعها من الحديث ....
هو: انا فعلا عايز اتكلم معاكى .. مشتاق اتكلم معاكى جدا
هى: انا عارفه انك مستغرب مكالمتى وكلامى
هو: شويه
هى: دى اخر حاجه اقدر أعملها
هو : مش فاهم
هى: هتفهم بعدين .. ممكن طلب تالت؟
هو ( ضاحكا ): طلباتك كترت ... قولى يا ستى
هى ( بنفس نبرة الحزن ): بما انها اخر مكالمه .. ممكن اسألك سؤال؟؟ بس اوعدنى انك هتجاوبنى بصراحه
شعر بالقلق على تأكيدها انها اخر مكالمه بينهما ولكنه قال لها بصدق : اوعدك
هى ( بعد تردد شديد ): انا كنت ايه بالنسبه لك؟
فاجأه سؤالها ربما لانه كان يتحاشاه منذ ان عرفها فقد كان يراه فى عينينها بوضوح فى كل مره تنظر اليه ولكنه كان اجبن من ان يصارح نفسه بما يراه .. صمت قليلا ثم قال : كنتى ومازلتى صديقه
هى: لكن احنا مش اصدقاء
هو: اومال احنا ايه؟
هى : احنا مجرد اتنين عرفوا بعض وبس ... انت وعدتنى انك هتكون صريح..
صمت مره اخرى .. هناك شئ ما يدور بداخلها كانها تصارع احساس ما .. لم يتخيلها يوما بهذه الجراءه فلقد اعتاد من كبريائها ان يمنعها من قول الكثير , ووفر عليه ذلك الكثير ايضا
هو: مش عارف .. كل اللى اعرفه ان حكايتنا لسه منتهتش
هى (بحزن واضح ) : كنت اتمنى
لعن نفسه الف مره حينما اصاب حزنها الشديد قلبه , وشعر بكره شديد لانانيته وقسوته .. نبرة صوتها جعلته يدرك كم من الاذى الحقه بقلب تلك الانسانه الرقيقه , قال بعفويه وندم واضح : انا اسف
هى: لو بتتأسف انك دخلت حياتى , يبقى اسفك مرفوض لانك بالرغم من كل حاجه اجمل حاجه حصلت لى فى حياتى
انه على يقين تام ان تلك الكلمات خرجت من قلبها الى لسانها مباشره دون المرور على عقلها .. فلو فكرت قليلا لاكتشفت انها لم تجنى من ورائه سوى الالم وهو يعلم ذلك علم اليقين
هو: انا مستاهلش حزنك ... انا عارف انى كنت قاسى معاكى قوى
هى: انت عظيم قوى .. وبتفرق كتير فى حياة اللى يعرفك ................... اوعدنى انك هتفتكرنى كل فتره
هو: هتصدقينى لو قلت لك انك كتير بتوحشينى؟
هى ( ضحكت ضحكه قصيره) : من معرفتى بيك .. عارفه انك مش محتاج تكدب .. مصدقاك جدا
لا يتذكر كيف انتهى هذا الحوار الغريب .. ولا يستطيع ايجاد سبب محدد لعدم معادوته الاتصال بها .. وبدون تفكير ضغط على زر الاتصال فى هاتفه المحمول ... الجرس يرن ... قلبه ينبض بسرعه ولا يعرف السبب .. ثم صوت يجيبه عى الجانب الاخر
- الووووو
استغرب نبرة الصوت جدا ,انه صوت امرأه لكنه ليس صوتها .. اجاب بارتباك:
- مساء الخير ,, مش تليفون (فلانه) ؟
- ايوا ...
- انا (فلان) صديق لها وكنت عايزها فى موضوع ممكن اكلمها؟
لحظات صمت طويله ثم اجابت المرأه على الطرف الاخر :
- واضح ان حضرتك مكلمتهاش من مده طويله
هو بنفاذ صبر:
- فعلا من حوالى تلات شهور .. اقدر اكلمها والا اتصل وقت تانى؟
- انا اسفه ... (فلانه) اتوفت من حوالى شهرين ونص
هو مصدوما وبعدم تصديق:
- نعم؟؟ اتوفت يعنى ايه؟؟ ازاى ؟؟
- كانت بتعمل عمليه كبيره وخطيره وللاسف اتوفت

شعر بالم مفاجئ فى قلبه وبروده اجتاحت جسده , ارتعشت يداه .. لم يصدق ما سمعه ورنًت فى اذنه مره اخرى ماقالته عن ان مكالمتها له ستكون الاخيره ... شعر بمراره عجيبه , جعلته الصدمه لا يجيب ولا يصدق ايضا .. اذا كانت قد توفت بالفعل لماذا لا يزال هاتفها المحمول يعمل حتى الان؟
وكانما كانت محدثته تقرأ افكاره فاجابته فى حزن :
- كانت مستنياك تتصل بيها بعد مكالمتها الاخيره .. وقبل ماتموت وصيتنى اسيب التليفون مفتوح لحد ما تتصل
قال لها فى صوت متالم:
- ارجوكى قولى انك بتكدبى عليًا
المراءه بصوت اختنق بالدموع:
- ياريت ... لكن أنت اتصلت متأخر اوى

اومأ براسه فى الم مصدقا على حديثها ثم اغلق الخط وقام من مقعده وهو فى شبه صدمه , لن يراها بعد الان ولن يستمع الى صوتها مرة اخرى .. كانت تنتظر اتصاله ولكنه لم يتصل , كانت فى اشد الحاجه اليه وحاولت اخباره بذلك فى مكالمتها الاخيره ولكنه كالمعتاد لم يكن موجودا ,, تركته قبل ان يتركها ويجرحها مره اخرى

نظر فى حسره الى اسمها المدون فى تليفونه المحمول , لن يجاهد نفسه مره اخرى لكى يمنع نفسه من الاتصال بها فمهما اتصل بها لن تجيبه ابدا .. لن يستمع الا لصوت المرأه التى ستسمر فى اخباره ان هذا الرقم غير متاح والى الابد ...
القى بنفسه على الفراش .. شعر بغربه شديده وببروده تجتاح انحاء جسده وبالم شديد لا يعرف مصدره , ثم فجأه انخرط فى نوبة بكاء حاده وحاره , كان يبكى مثلما بكى يوم وفاة امه , وكأنما فقد امه مره اخرى

بقلم : شيماء الماريه

 http://www.facebook.com/Bent.Agenda


                                                 

Sunday, December 4, 2011

قلب مفتـــــــوح ... كتاب ( بنت اجنده )












أين أنا ؟ ولماذا أشعر بذلك الوهن الرهيب ؟؟ يا الهى اشعر أن اعصابى مفككه ولا استطيع حتى أن احرك يدى ..
رأسى ثقيل جدا وجسدى لا اشعر بوجوده , ولا اقوى على فتح عينى اطلاقاً الا مليمترات قليله...
احاول ان اتكلم فأجد ما يمنعنى , شئ عجيب وغريب فى فمى , شئ كبير يمنعنى من اصدار اى صوت , اشعر به يصل الى معدتى ...
احاول ان أفتح عينى ببطء وثُقل شديدين ...
ياترى ماذا حدث؟ واين أنا ؟؟ هل أنا فى الجنه؟؟ , اعتقد انه تفسير منطقى جدا لما استطيع ان التقطه بعينى المجهده المثقله بشئ لا اعرفه , فكل ما حولى لونه ابيض , حتى هؤلاء الاشخاص الذين يتحركون حولى يرتدون الابيض كالملائكه ...
اتحسس جسدى بصعوبه فأجدنى شبه عاريه , اذن فلقد مُت ودخلت الجنه وهؤلاء هم الملائكه
يا الهى احمدك ياربى واشكر فضلك , فقد كان دخول الجنه هو مبتغاى طوال حياتى
هل يعنى ذلك اننى مررت بكل شئ؟؟ الحمد لله انتهى عذاب القبر ومررت على الصراط المستقيم ولم اشعر بشئ ولم أتألم ,, ان دكتور التخدير هذا دكتور ممتاز واذا كنت لا ازال من اهل الدنيا كنت ساشكره بشده ....
كم كانت ترعبنى هذه الاشياء ... ياااااااااااااااااه اشعر أن ثقلاً زال عن قلبى . كم اشعر اننى خفيفه اكاد اطير....
لماذا لازلت استخدم مصطلحات الدنيا ؟؟ فأنا بالفعل فى السماء , فى جنة السماء...
ولكن لماذا هى الجنه مختلفه كثيرا عما كانوا يعدوننا به ؟ اين الاشجار الجميله الوارفه ؟؟ اين الانهار والفاكهه والجبال الخلابه والسماء الصافيه؟ اين حور العين ؟؟ اين هى الجنه التى بها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت؟؟
لماذا جنتى لا يوجد بها سوى اللون الأبيض وبعض الأسِرًه ؟؟ ثم لماذا اعداد أهل الجنه قليله هكذا؟؟ انهم لا يتجاوزون الخمسة اشخاص؟

اسمع همهمات وحديث بلغه غريبه ولا افهم شيئا.. هل هذه لغة أهل الجنه؟
ثم هناك ملاك يرتدى لون ازرق فااتح كلون السماء , ربما هو ملكهم الاعلى ..
كم جميل هذا اللون , كنت لا احبه ابدا فى الدنيا ولكن طالما هو فى الجنه فهو لون رائع...
احاول ان اتحدث مره اخرى ولكن ذلك الشئ السخيف فى فمى يمنعنى بشده .. استغفر الله العظيم , كيف اقول على شئ فى الجنه انه شئ سخيف؟؟ لازلت اتعامل بحسابات وكلمات الدنيا...
لكن لماذا اتنفس بصعوبه شديده هكذا؟
ولماذا اشعر بهذا الوهن؟

-         شهد .... شهد ... شهد ...
ينتفض جسدى , هل ينادونى ليحاسبونى مرة اخرى؟؟
هل اكتشفوا خطأ ما سيحاسبونى عليه؟؟ احاول ان انظر لمن ينادينى ...
يا الهى انه رئيس الملائكه ذلك الذى يرتدى اللون الازرق الفاتح
يرتجف جسددى بشده . احاول ان افتح عينى فى تثاقل شديد وانظر الى من يحدثنى ولكنى لا استطيع اطلاقا , استمع اليه وهو ينادى بإسمى كأن صوته يأتى من بئر سحيق ثم يبتعد تدريجيا حتى تلاشى تماما ..
لم اعد اشعر بشى حتى ذلك الشئ السخيف فى فمى ..
يووووووووووووووووه .. استغفر الله العظيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-         شهد .... شهد ...
عاد الصوت مره اخرى من بعيد كانه يأتى من اعماق سحيقه ثم بدء فى الوضوح والاقتراب شيئا فشيئا ..
ارتعشت رموشى وتحركت جفونى وعينى لازالت مغمضه.....
ابتلعت لعابى فى صعوبه , فانا اشعر بجفاف غير طبيعى . بالتأكيد سيأتونى بأفضل العصائر والأطعمه فهكذا قالوا لنا فى الدنيا ,, فى الجنه لا نطلب انما نتمنى فقط فنجد مانتمناه قبل ان نفكر فيه ..
احاول ابتلاع لعابى الجاف بصعوبه ... اين الماء؟؟
لقد أخرجوا هذا الشئ من فمى اخيرا....
ربما يعنى ذلك أننى انتقلت لدرجه اعلى من درجات الجنه ..
افتح عينى فى بطء شديد واحاول أن أنظر الى الملاك الذى ينادى بإسمى فلا ارى بجوارى  سوى ملاك اخر ولكن بملامح يابانيه .. هل يدخل اليابانيين الجنه ؟؟ الا يعبدون النار او البقر او شئ من هذا القبيل؟
اصمم على فتح عينى فأجد جنتى غريبه جدا ... اسمع اصوات عجيبه وارى أسلاك فى كل مكان , وهناك اسلاك ايضا تخرج من كل انحاء جسدى .
هل انا فى الجنه ام فى جهاز أمن الدوله؟..
 انا اعترض ,, ليس هذا ما عملت من اجله فى الدنيا , لو كنت اعلم ان الجنه مختلفه هكذا عمًا كانوا يعدوننا به فى حصص التربيه الدينيه لفعلت كل شئ اردته وامتنعت عن فعله وقاومت نفسى كى لا تفعله لكى افوز بالجنه فى الأخره....

تتسع عينى ببطء واكاد اميز الاشياء بصعوبه
اسمع صوت خلف الملاك اليابانى ينادى باسمى مره اخرى , ثم يظهر وتتضح ملامحه شيئا فشيئا . احاول أن اتذكر اين رأيت تلك الملامح من قبل ؟؟
يووووه .... انه الطبيب الذى كان يعالجنى فى الدنيا . ما الذى اتى به الى هنا؟ انا لا احب هذا الرجل , الم يعدنا الله ان ندخل الجنه مع من نحب؟؟
بالتأكيد هناك شئ خاطئ  .. استعيد وعيى بالتدريج واستطيع ببطء تمييز ماحولى ... اثبت نظرى على الطبيب وهو يمسك بيدى وينظر فى شاشات طبيه بجوارى وخلفى ثم ينظر اليًا ويقول وهو يبتسم :
-         حمدا لله على سلامتك يا شهد .. لقد نجحت العمليه بأعجوبه
عبست فى وجهه حيث تتابعت مشاهد كثيره فى رأسى أخرها وانا أُقبل امى قبل دخولى حجرة العمليات ثم اغمضت عينى فى غيظ وغضب ...
اذن فأنا لازلت من أهل الدنيا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استلقى على فراشى لا انظر الى شئ فقط عينى معلقه على سقف الحجره ..اجلس وحيده لا افكر فى اى شئ وكأنه ليس لدى حياه سابقه اتذكرها او حياه أتيه افكر فيها ..
استيقظ منتفضه كل فتره بسبب كوابيس مخيفه فيؤلمنى جرحى بشده .. اشعر بذلك الجرح العميق فى صدرى وكأنه لازال مفتوحا , خاصة ان قلبى لايزال متصل من الداخل بجهاز لتنظيم ضربات القلب بالخارج عن طريق سلك معدنى يشق معدتى ,, فى الواقع هما سلكان فأنا اتحسسهما كل دقيقه  فى خوف ورعب واشعر بهما داخل جسدى , اشعر برعب وخوف لم اختبره من قبل ,, حتى حينما كان يتم تحضيرى لاجراء هذه الجراحه, حتى وانا ذاهبه لمصير مجهول لم اشعر بذلك الرعب ...
نجحا هذان السلكان فى جعلى لا افكر فى شئ سواهما وكيفية وجودهما بداخلى , يشقوا جلدى ويصلوا الى قلبى وكم يجعلنى ذلك اكثر رعبا وخوفا ,, فكلما افكر كيف شقوا جسدى ونشروا عظام قفصى الصدرى واخرجوا قلبى لمده ثمانى ساعات ثم اعادوه بتلك البساطه مره اخرى الى موضعه اصاب بالجنون والرعب ايضا ...
لاحظت اننى لم اعد افكر فى اى شئ قبل هذه العمليه الجراحيه , بل لا اجد ذكرى لاى حدث فى حياتى كأنما حياتى توقفت او بالأصح بدأت حينما فتحت عينى فوجدتنى لازلت من اهل الدنيا

ارقد فى فراشى مستسلمه جدا , لا اشعر بأى الم كانهم جمدوا مشاعرى واحساسى , حتى حينما يأتى ميعاد الحقنه لا أتألم وأنا اشعر بها تشق جلدى ,, ربما لايزال أثار المخدر فى جسدى ...
لا اتكلم بل لا اقدر على الكلام , فقط يعيد عقلى ذلك المشهد الذى توقفت عنده حياتى حينما كانت أمى تبكى وانا ذاهبه الى حجرة العمليات ...
نسيت أن اخبركم بتفاصيل مرضى . لقد اجريت عملية قلب مفتوح دقيقه جدا بسبب اصابتى بعيب خلقى فى عضلة القلب لا يصيب سوى نسبه ضئيله جدا ... ولقد نجحت العمليه بحمد الله بالرغم من ان نسبة نجاحها كادت ان تكون منعدمه ... للأسف نجحت , فقد كنت اعتقدها خلاص جاء من عند الله لينهى حياه لم اشعر يوما أنى احياها

اسمع طرقات على الباب ثم يظهر امامى رجل ... انا اعرف هذا الرجل ....
ينظر لى هذا الرجل بحب وهناك ابتسامه تملاء وجهه فأنظر اليه ببعض الاستغراب ثم أرفع يدى اليمنى فلا اجد بها دبلة الخطوبه...
ااااااااااه .. تذكرت لقد اخذوها منى قبل دخولى غرفة العمليات , وهذا الرجل هو خطيبى .. ابتسمت له فى وهن وضعف , فأتسعت ابتسامته واقترب منى حيث جلس على المقعد المجاور للفراش , وامسك بيدى يقبلها ولكنى تأوهت فلقد أمسك باليد التى بها ابرة المحاليل فتراجع مسرعا وقال فى قلق :
-         اسف يا حبيبتى ... حمدا لله على سلامتك
اجبته بضعف متزايد وأغمضت عينى فى ألم  كى لا اضطر للحديث معه ..
انا لا اكرهه ولا اقبله كزوج غصبا عن ارادتى , ولكنى ايضا لا احبه , تعرفت عليه ولا اعرف لماذا وافقت حينما تقدم لخطبتى .... ربما أنتظرت ان يغير شيئا فى حياتى او ربما اعتقدت اننى سأحبه وستتحول مشاعر الارتياح بداخلى تجاهه الى حب ..
وافقت على الزواج منه وكم ندمت على ذلك القرار .. انا لا أنكر انه رجل اصيل فهو لم يتركنى حينما علم بحقيقة مرضى واصرً على استمرار الخطبه , ولقد زاد ذلك من  حملى فلن استطيع أن أتركه بعد أن وقف الى جوارى فى ازمتى ....
لقد زاد من همى ومقتى لهذه الحياه ... وهاك سبب أخر لأسفى لنجاح هذه العمليه الجراحيه


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرت الأن اكثر من اربعة اشهر على اجرائى لعملية القلب المفتوح وقد تحسنت حالتى الصحيه والحمد لله وأصبحت أفضل بكثير , أصبحت افضل صحيا فقط ولكنى ابدا لم أعد كسابق عهدى ... هناك شئ ما بداخلى تغير لم استطع حتى الأن وضع يدى عليه ومعرفته , هناك ألم لا أعرف مصدره وخوف لم يكن موجودا فأصبح مسيطرا...
ثم هناك خطيبى والذى اصبح عبئا اضافيا فرضته عليًا الحياه ..
ولكن هناك شئُ اخر , شئ اقوى من كل ذلك....
أنه جُرحى الطويل والعميق فى نفس الوقت , الجرح الذى نتج عن اجراء الجراحه , الجرح الذى ارتعش كلما اراه , لدرجة أننى أتحاشى تغيير ملابسى أمام المرآه كى لا تقع عينى عليه وكانه لا يحيا معى ليل نهار ..
هذا الجرح الذى لا استطيع أن المسه أو أقترب باصابعى منه , وأشعر كلما تقع عينى عليه بألم شديد كأنه لازال مفتوحا ... كلما اراه  ألعن طبيبى ويزداد كرهى له ...
ذلك الرجل الذى شقً أنوثتى من اسفل الرقبه وحتى منتصف المعده فترك جرحا عميقا يكاد يصل الى قلبى و طويلا ينتهى فى منتصف معدتى بثلاث ندبات ...
كم أكره هذا الطبيب , وكم أتوق الى قتله أو إحداث جُرح مشابه فى صدره ..
أنظر الى جرحى فى ألم وأتساءل , إن كان هذا حالى فما سيكون ردة فعل خطيبى حينما يراه بعد الزواج ؟؟؟
كم شعرت وقتها بأننى امرأه مشوهه ...
وهاك سبب اخر لأسفى على نجاح هذه العمليه الجراحيه



كنت أجلس مع خطيبى فى الصالون مرتديه بلوزه بيضاء مفتوحه من عند العُنق وقد تعمدت ذلك لأرى ردة فعل خطيبى , فهذه الفتحه تُظهر سنتيمترات قليله من بداية جرحى , وبالفعل فلقد أنتبه ولم يستطع أن يخفى فضوله او ان يمنع نفسه من النظر الى بداية الجرح ... شعرت بألم حينما تقلصت ملامح وجهه ولكننى لم انبس ببنت شفه , ثم وبجراءه غير معتاده على الإطلاق فتحت اُولى ازرار البلوزه , فبانت سنتيميترات قليله اخرى من الجرح , وللمره الثانيه لم يستطع ان يدارى تعبيرات وجهه , فسألته بطريقه سافره:
-         هل ترغب أن تراه باكمله؟
  صُعق من جراءتى وقال فى تردد :
-         هل هو كبير الى هذا الحد؟
امسكت بيده فجأه ووضعت اصابعه مكان الندبات الثلاثه من فوق البلوزه وقلت فى ألم :
-         هنا ينتهى ....
انتفض من مكانه وحينما ادرك الموقف سحب يده بسرعه ونظر لى فى استنكار ثم بعد بضعه دقائق من الصمت سألنى:
-         اليس من المفروض ان هناك تجميل للجرح بعد إجراء الجراحه؟
-         المفروض , ولكن للأسف هناك اثر واضح جدا ..
وماهى الا بضعة دقائق حتى استئذن فى الانصراف ,
 لقد كان أجبن من ان يواجهنى بما يدور فى رأسه لذلك اتصل بى هاتفيا وتحدث معى فى هذا الموضوع ... قال أنه لا يهتم بهذا الجرح ولا يفرق معه كثيرا فهو يحبنى بشده , ولكن لماذا لا افكر فى اجراء عملية تجميل؟؟ , فلقد اصبحت عمليات التجميل متاحه جدا وسهله جدا , وأنه لا يعترض ان لم اوافق ولكنه كزوج المستقبل يُفضل ذلك , ورجانى كثيرا بأن أفكر جديا فى الموضوع ....

بعد انتهاء المكالمه جلست فى الظلام أفكر فى كلماته , ربما يكون محقا , ومن حقه أيضا أن يطلب ذلك , ولكنى لا اعتقد أننى على استعداد أن أخوض تجربة عمليه جراحيه ثانيه , ثم تذكرت نظرته وملامح وجهه وهو لم يرى سوى جزء بسيط من الجرح ...
ربما هو محق ... ربما


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طار خطيبى فرحا حينما اخبرته بموافقتى على اجراء عملية التجميل بل وبذل مجهودا خارقا فى معرفة افضل الأطباء فى هذا المجال , لذلك لم استغرب كثيرا حينما اخبرنى بعدها بايام قليله انه قد قام بجحز كشف لى عند احد الأطباء ...
إنه طبيب فى منتصف الثلاثينيات ولكنه طبيب ممتاز , يقيم بصفه شبه دائمه فى امريكا ولا يأتى مصر سوى عدة ايام كل عدة اشهر , فى الحقيقه لم تكن تفرق كثيرا ولم اهتم بمواصفات الطبيب او مدى خبرته فلقد رأيت انه فى كلا  الأحوال مصير سأواجهه .
بالفعل ذهبت الى الطبيب وجلست أمامه أجيب على اسئلته الروتينيه ببرود شديد , ثم أعطيته ملف كامل يشرح حالتى الصحيه.. نظر فى الملف بدقه ثم عاد وسالنى:
-         ارى ان الوقت مبكر على اجراء هذه الجراحه ثم اكمل فى تردد :
-         هل تعلمين أن هناك احتمالات كبيره أن تجرى جراحة قلب مفتوح ثانيه فى خلال سبع سنوات؟
ابتسمت فى حزن وقلت له:
-         نعم اعلم .. ولا اهتم بما سيحدث بعد سبع سنوات او حتى سنه واحده , المهم ان اجرى العمليه فى الوقت الحالى.
-         هل تحبين خطيبك لهذه الدرجه؟
قلت له وملامح وجهى محايده جدا :
-         هو انسان جيد .. لم يتركنى فى محنتى
حينها التقت عينى بعين الطبيب ولاول مره مباشره , وقتها تغيرت ملامح وجهى تماما وشعرت بالأرتباك والتوتر من نظرة عينيه , فلقد نظر لى نظره غريبه احترت فى تفسيرها اعترفت بينى وبين نفسى أن هذا الرجل له عينان رائعتان ووجه جذاب جدا ...
ظل ينظر مباشرة فى عينى حتى اقتلعتها من نظراته بصعوبه , فأبتسم فى هدوء واشار الى سرير الكشف قائلا:
-         تفضلى لأقوم بالكشف عليك ِ
تقدمت بخطوات مرتبكه فنظرات هذا الرجل اخترقتنى ... تمددت على سرير الكشف وقمت بتغطية نفسى بالكامل بتلك الملاءه البيضاء ....
وقف الى جوارى وابتسم ابتسامته العذبه وهو يزيح نصف الملاءه فوجدنى كمان انا بكامل ملابسى .. اتسعت ابتسامته واشار بسماعة الكشف إشاره تعنى أنه يريد أن يرى الجرح .. ابتسمت فى توتر ثم فتحت اول زرارين من قميصى إلا أنه قال بكل ادب :
-         من فضلك اريد ان ارى الجرح بالكامل
أومأت براسى بالموافقه , وأخذت فى فك باقى أزرار قميصى الساتان ويدى ترتعشان ولا اعرف سبب هذا الخجل الشديد الذى غرقت فيه بالرغم من اننى مررت بمواقف أصعب من تلك بكثير , ولكنى شعرت بسخونه تخرج من جسدى  , ولكن ما أن لامس جرحى بيده حتى اغمضت عينى بقوه وارتجفت كل اجزاء جسدى ..
ربما اشعر بكل ذلك الخجل والإحراج لانه شاب , أو ربما بسبب نظرات عينيه ...
يا الهى كنت أشعر بتلذذ عجيب -  استنكرته بشده  - من جراء ملامسة اصابعه وهى تتفحص جرحى, اشعر ايضا بقشعريره  اجتاحتنى وأخذت افكر فى تلك المشاعر الغريبه عنى كليًا , ولماذا لم اشعر بها اطلاقا حينما يحاول خطيبى ملامستى ....
قطع افكارى الغريبه قائلا :
-         حسنا .. لقد انتهيت , تفضلى
تنفست الصعداء حينما تركنى وأغلق ورائه تلك الستاره البيضاء التى تفصل سرير الكشف عن باقى الغرفه ... اغلقت أزرار قميصى وعدًلت من نفسى واتجهت اليه , ولكنى استغربت جدا حينما وجدته يجلس على المقعد المقابل للمقعد الذى كنت اجلس عليه وليس فى مكانه المعتاد على رأس المكتب ,,, مررت بالقرب منه وجلست أمامه و أنا أتحاشى النظر فى عيينه , لكنه قال وهو من ينظر مباشرة فى عينى:
-    رأى الطبى : تحتاجين الى اجراء الكثير من الاشعه والتحاليل , وبالطبع لابد أن اتحدث مع الدكتور الذى اجرى لكِ العمليه ..
أمًا رأيى الشخصى فأنا لا افضل ان تجرى عملية تجميل فى هذا الوقت , بل لا افضل ان تجريها على الاطلاق
قلت له وانا اقاوم خجلى من الحديث معه فى ذلك الموضوع :
-         كل رجل يفضل أن يرى زوجته فى افضل صوره .
مال الى الأمام حتى اقترب منى بشده , ثم سحب يدى اليمنى بطريقه مفاجئه جعلتنى انتفض , ووضعها على خده الأيسر ,, تسارعت انفاسى , ماذا يفعل ذلك المجنون؟؟
حاولت استعادة يدى ولكن قبضته كانت مسيطره وبقوه .. اغمضت عينى وتصلب جسدى حينما أمسك بأصابعى ومررها ببطء على جانب وجهه الأيسر , فتحت عينى وبدأ جسدى فى الهدوء وأنفاسى فى الأنتظام حينما احسست تحت أصابعى أثار ندبه أو جرح ليس صغير ...
تركت يدى وتجرأت اصابعى فى تحسس ندبته حينما ادار وجهه ليرينى ما أتحسسه ففوجئت بتلك الندبه , وتعجبت كيف لم اراه وهى واضحه ....
تألمت لأجله وتعجبت من كونه دكتور تجميل ويترك هذا الأثر فى وجهه , وكم وددت أن أطبع قبله على تلك الندبه .....
ظلً ممسكا بيدى وهو ينظر فى عينى مباشرة وقال:
-         من يرانى من هذا الجانب لا اهتم انه يرانى , بل لا اهتم بوجوده فى حياتى على الاطلاق
ثم أشار الى مكان جرحى واكمل قائلا:
-         اذا كان خطيبك يحبك فلن يرى هذا الجرح ... واذا لم يكن يحبك .............
لم يكمل جملته ولكننى فهمت مايقصد ... ثم تابع حديثه قائلا:
-    مهما حاولتى ان تدارى جرحك ونجحتى فى ذلك ظاهريا , ستظلى طوال حياتك تنظرين الى مكانه وتخبرين نفسك انه فى يوم من الايام كان هنا جرح كبير ..
اغرورقت عينى بالدموع فكم تمنيت أن يكون خطيبى بهذه الرقه , كم تنيت أن يفكر مثل ذلك الطبيب الرائع , انه محق فى كل كلمه ...
افلت يدى فى نعومه ومسح باصابعه دمعه فرًت دون قصد منى وقال وهو يبتسم ابتسامته العذبه:
-         ارجوكِ  لا تبكى ... فكرى جيدا .. فكرى فى نفسك ولا تغلقى قلبك على تجربه ما او شخص ما ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ظلت كلمات الدكتور تدور فى عقلى بلا توقف لدرجه كادت أن تفقدنى صوابى , ظللت افكر فيه وفى كلماته , وفى عينيه وأُعيد وأُزيد تفاصيل تلك الزياره , وبالفعل قررت ان أعيد التفكير فى مسألة إجراء عملية التجميل ...
قررت أن افكر فى نفسى مثلما يفكر خطيبى فى نفسه , لذلك قررت ان أتوقف فتره عن محادثته أو مقابلته ولأفعل أى شئ جديد ,,,
سأذهب الكوافير , و ساقوم بقص شعرى بطريقه جديده وتغيير لونه وعمل بعض الماسكات , بالتأكيد عمل اى شئ جديد سيخفف من ضغطى النفسى ولو بنسبه قليله

جلست فى الكوافير بعد أن انتهيت من تلوين وتصفيف شعرى واضعه بعض الكريمات على وجهى , ثم ارجعت راسى للوراء منتظره عشرون دقيقه لاقوم بإزالة تلك الكريمات وغسل وجهى ... ولكن جذبت اذنى نبرة صوت شعرت اننى أعرفها بشده . فى البدايه لم اهتم أن أنظر لصاحبة الصوت ولكن حديثها مع رفيقتها جعلنى انتبه جيدا للحوار حيث قالت :
-    أنا التى صممت على إكمال الخطوبه , ستظل محتفظه بهذا المعروف طوال حياتها  معه وستظل ممتنه له لانها استمر معها وهى مريضه , وبذلك سيستطيع السيطره عليها ,, بالإضافه أنها تمتلك شقه وتلك ميزه كبيره ...
الرفيقه – لكن الحمد لله انكِ استطعتى اقناعه بذلك
صاحبة الصوت :  ياااااااااه .. لقد اقنعته بصعوبه بالغه ,, فلقد كان يشعر بالضيق بسبب الجرح الناتج من اجراء العمليه وأنها لن تكون معه كما لو كانت فتاه سليمه ... انتى تعلمين تفكير الشباب .. ولكنى اقنعته ان يجبرها على اجراء عملية تجميل وبالطبع لن ترفض بعد موقفه معها وقت مرضها .....

اصابتنى صدمه عنيفه , ففى البدايه كنت أشك فى صاحبة الصوت ولكنى تيقنت من شخصيتها حينما التفت فى وسط الحوار ونظرت اليها .. شعرت بغضب شديد فقد كانت المتحدثه حماتى المحترمه ...
كم شعرت بالغباء لأننى كنت سأعرض نفسى للخطر من أجل هذا الغبى , وكم احتقرته واحتقرتها وودت لو اصرخ فيها او اقوم واصفعها ولكنى تمالكت اعصابى وضبطت نفسى وانتظرت حتى انتهت من حوارها المقزز عنى , وبعد أن قمت بإزالة الكريم من على وجهى توجهت اليها والأبتسامه تملأ وجهى وقلت لها فى سخريه :
-         كيف حالك يا طنط ؟؟ اشكرك جدا لانكِ قد وصفتى لى هذا المكان .. الخدمه هنا ممتازه
ثم استدرت وتركتها وهى فاغره فمها وقد غرقت فى بحر من الدهشه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالرغم من الألم الذى شعرت به الا اننى كنت أشعر أننى اقوى أنسانه  فى العالم وتلاشى كليًا احساسى بالذنب او العرفان بالجميل لهذا الشخص المخادع ( بتاع امه ) ثم قررت فجأه قرار ونفذته فى الحال ...
اتصلت بخطيبى وطلبت منه ان نتقابل ونتناول طعام الغذاء سوياً فى احدى المطاعم التى تقع على النيل مباشرة  , وهناك جلست أمامه ونظرت اليه وهو يتناول الطعام وشعرت لأول مره بإشمئزاز تجاهه ,
نظرت الى وجهه فوجدت أن أنفه كبيره لدرجه مبالغ فيها وسالت نفسى كيف لم ألتفت الى ذلك الأمر من قبل ؟؟ اين كانت عينى؟؟ وجدت نفسى أتذكر دكتور التجميل وابتسم , فظن هو أننى أبتسم اليه فأبتسم لى وفمه ملئ بالطعام , مما زاد اشمئزازى منه ولكنى قلت له :
- لقد حجزت لك عند دكتور التجميل الاسبوع المقبل ..
توقف عن تناول الطعام وسألنى فى استغراب :
-         لماذا؟
اشرت الى وجهه وقلت :
-         انفك لا تعجبنى , كبيره الى حد مستفز ,,, ثم أن أرنبة شفتاك تحتاج  الى التجميل بشده
هو ( فى استنكار ) : هل اصابك الجنون؟
انا ( ببرود ) : لماذا ؟ وهل كنت مجنون حينما طلبت منى اجراء هذه الجراحه التجميليه؟
هو ( بكل وقاحه ) : الفرق كبير يا انسه بينى وبينك
انا : بالفعل أنت محق , فالفرق بينى وبينك كبير جدا ولكنى للأسف لم اكن اراه لا اعرف لماذا,  فلم أكن أحبك مثلا فجعلنى هذا الحب عمياء ,, ولأننى اخيرا رأيت هذا الفرق الشاسع بينى  وبينك فأحب أن أخبرك بان خطبتنا منتهيه..
ثم خلعت الدبله من يدى والقيت بها فى مياه النيل وقلت له وانا فى قمة سعادتى :
-         كدتُ انسى , اتصل بوالدتك واطمئن عليها فهى تقريبا قد ارتفع ضغط دمها او جاءتها نوبة سكر .
ثم استدرت وتركته هو أيضا فاغراً فمه غارقا هو الأخر فى بحر من الدهشه


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت فى احدى المراكز التجاريه أسير مسرعه واحاول أن أحكم قبضتى على جميع الأكياس البلاستيكيه التى فى يدى حينما اصطدمت به فوقع من يدى كل شئ ..... صدرت منى صيحة استنكار شديده ورفعت رأسى لكى ألقى بغضبى على ذلك الأعمى الذى صدمنى , ولكننى ما أن وقعت عينى عليه حتى شعرت بسعاده غامره تجتاحنى , فلقد كان دكتور التجميل , ذلك الوسيم صاحب العيون الجميله والذى أنقذ حياتى ....
التقت عينانا وقد أفصح وجهه هو الأخر عن سعادته لرؤيتى حيث صاح قائلا بفرحه:
-         شهد؟ كيف حالك؟ يالها من مفاجأه رائعه
كدت أطير من الفرح وأنا أمد يدى لأصافحه حينما نظر نظره سريعه على كلتا يديا ثم تهللت اساريره حينما لم يجد فى اى منهما اشاره على اننى لازلت مخطوبه , اتسعت ابتسامته اكثر وهو لايزال ممسكا بيدى فى يده وهو يقول بطريقه ساحره :
-         كيف حال قلبك ؟؟
تضرج وجهى بحمرة الخجل وشعرت بحراره تخرج من اذنى وأنا اجيبه بإبتسامه عريضه وسعاده غامره فشلت فشلآ ذريعاً فى أن أخفيها :
- قلبى لايزال مفتوحاً




Wednesday, July 13, 2011

من التحيه للتحذير ... شكله منزلش التحرير




اللواء الفنجرى والذى يعتبر اشهر اعضاء المجلس العسكرى صاحب تحية الشهداء والتى ابهرت الجميع واثلجت صدور الامهات وجعلتهم مطمئنين ان حقوق ابنائهم الشهداء  لن تضيع وانها امانه فى عنق المجلس العسكرى ,  فالجميع يعلم المعنى الكبير للتحيه العسكريه وانها شرف عظيم لا ينوله الا الشرفاء والعظماء
....
ولكن لا تبقى الدنيا على حال فبنفس اليد التى ادى بها اللواء الفنجرى تحية الشهداء رفع احدى اصابعها ووجهها محذرا اهالى هؤلاء الشهداء وذويهم وباقى المعتصمين من الاستمرار فى الاعتصام ..او كما قال فى خطابه استمرار الافعال التى تهدد امن الوطن وسلامته .. وكأن المطالبه بالقصاص واعادة الحقوق لاصحابها هو الذى سيؤذى امن مصر .. وكأن المطالبه بسرعة اخماد النار المشتعله والتى لا تنطفئ ابدا فى قلوب اهالى الشهداء وفى صدور المصريين هو  الذى سيضر بالامن القومى للبلاد
خرج علينا سيادة اللواء بذلك الصوت الغليظ والمخيف وذلك الاصبع المُحذر الذى ارتفع فى وجه المصريين اكثر من خمس مرات طوال مدة الخطاب القصيره , مصدرا نظرات تحذيريه تخويفيه كانت تفصل بين كلماته , والتى كان يقصد ان يبعث بها رسائل ومعانى اخرى لا يحتويها خطابه المُحبط ( والحدق يفهم واللى مش هيفهم هنحط السيخ المحمى فى صرصور ودنه)
خرج محذرا كانما يتحدث الى حفنه من الاطفال المشاغبين ( اللى استحلوا اللعبه ) متناسيا ان هؤلاء الشباب هم من صرخوا وحاربوا فسادا و اسقطوا نظاما ثم ابهروا العالم واعادوا لمصر مكانه كنا قد نسيناها منذ زمن بعيد .......

انا لست سياسيه من الدرجه الاولى بل ولم امارس السياسه او افهم بعض الاعيبها سوى من فتره لا تزيد عن الثلاث سنوات  , حتى اننى لازلت لا استطيع تفسير الكثير من الاحداث التى تحدث باستمرار.. انا فقط مصريه وجدت ان كرامتى التى استعدتها مع الثوره لا تسمح لى بان اقبل سذاجة خطابات الدكتور شرف ( والذى خاب ظنى فيه الى ابعد الحدود ) الذى اتى من قلب الثوره .. ولا تسمح كرامتى ايضا ان اقبل تحذير او تهديد المجلس العسكرى ( والذى اراه من وجهة نظرى الشخصيه حمى الثوره بيد ثم حاول ان يسحقها باليد الاخر)... والحقيقه انا اتعجب بشده من شيئان
الاول : ان المجلس العسكرى يسير بنفس الطريقه وبنفس الاجتهاد على طريقة مبارك السحريه فى الحكم غير ملتفت الى انه يكرر نفس الماساه والتى لا يخسر فيها الشعب اطلاقا 
ثانيا :  لقد شعرت من طريقة اللواء الفنجرى انه يريد ايصال رساله للمعتصمين ( ان صبر المجلس قد اوشك على النفاذ )  معتقدا  ان تحذيره او تهديده سيعيد الثوار عن ما بدأوه او يثنيهم عما قرروا تحقيقه .متناسيا انه لم يعد لدينا مانفقده بل على العكس تماما لقد اصبح لدينا مستقبلا مشرقا نستطيع من اجله ان نقدم المزيد من ارواحنا عن طيب خاطر  فمن تذوق طعم الحريه لن يجبره رصاص العالم على العوده مره اخرى كما كان عبدا ذليلا .... 
اللواء الفنجرى لم ينزل الى التحرير وانا ايضا لم اذهب الى التحرير , ولكنى استطيع ان اخبره كفتاه مصريه كانت تدعو كملايين الشعب الى التغيير , وساندت الثوره منذ لحظتها الاولى قلبا وقالبا من خلال شاشة الكمبيوتر وكان ذلك كل ما تسطتيع فعله ,, بل وهتفت مع الثوار وهى تشاهدهم عبر شاشات التليفزيون ... استطيع ان اخبره ان التحرير اصبح لنا كل شئ .. اصبح منفذ توزيع الاراده على الشعب ومصنع الحريه وارض البطوله ونبتة الامان والامل بل وان لزم الامر مقبرة الثوار  , ثوار مصر الشرفاء الذين اصروا على التغيير بالرغم من كل ما يقال عنهم وبالرغم من كل ما يلاقوه ويعانون منه من اتهامات .. الثوار الشرفاء الذين يستحقون الف تحيه عسكريه والذين لن يتنازلوا عن مطالبهم مهما كلفهم الامر
نحن اولى بثورتنا نحميها وندافع عنها , ولتعلم يا سيادة اللواء اننا لن نستسلم ولن نتراجع حتى وان اشهرت فى وجهنا اصابعك العشره 




Monday, June 20, 2011

صديقتى العزيزه س


صديقتى العزيزه
س او ن او ج
لن تفرق الحروف او الاسامى
بعد ما ضاع الحنين
وهانت عشرة السنين
لن تفرق الحروف او الاسامى
بعدما انقطع الخيط الرفيع
وكنت اظنه حبل متين
قوى ... صلب ... ابدا لا يلين
***************************-
هانت عشرة السنين
وتحولت اجمل الذكريات
إلى كابوس أليم
وتبدل الحنين إليكِ ..
إلى غضب أعمى ... وألمٌ دفين
أصبح قلبى ثائراً كالطير المدبوح
بعدما كان فى صداقتنا ذلك الكهلٌ الحكيم
أصبح كل هذا المكان لكِ فى قلبى
موجوع ... مدبوح... سقيم
ومايؤلمنى أنكِ أكثر واحده تعلمين
أن قلبى مكلومُ حزين
ضعيف ملئ بالجروح ... والأنين

فكلٌ شئُ عنى كنتى تعرفين
وكلٌ ألم تألمته ظننتكِ بهِ تشعٌرين
وكل دمعه أحتبست فى مقلتاكِ
وجدتى شبحُ لها فى عينى
وكأننى بدلاً منكِ أبكى
وكل ثوره أقمعتٌُها أنا فى صدرى
وجدتٌكِ تقوديها وبحقى تطالبين
وكل ضحكه رنانه أطلقتيها
أنا الوحيده التى كنت أرى
ماخلفها من حزنُ دفين

***************************
أين ذهب كلٌ ذلك؟؟
وأين ذهبت عشرة السنين؟؟؟
ولماذا كل تلك القسوه؟؟؟
وعلى من يا صديقة عمرى تقسين؟؟
على قلبٌ لم يتمنى لكِ سوى الراحه
ولم يحمل لكِ بين ضلوعه سوى الحنين
وحبٌ صادق .... نقى
مهما بحثتِ فى اقطار العالم
مثله لن تجدين
ونفسٌ حائره تخاف عليكِ
أكثر مما على نفسك تخافين
تحملت كل عيوبك
وقسوتك ... وبرودك
وأنتى أتفه عيوبى لم تتحملين
وافقتٌ أن أكون ملاككِ الحارس
أن أحميكِ حتى من نفسك
بل وأحارب من أجلكِ الشياطين
*****************
فى كل وقتٌ كنتٌ فيه أغضب منكِ
أو كنتى منى تغضبين
كنتٌ فقط أسأل نفسى
أوتستطيعين؟
أن تستمروا هكذا....
وبدونها حياتٌكِ تكملين؟؟؟
بالطبع لااااااا
أن كنتى يا نفسى هٌنتِ عليها
فهمى بعد لم تزل أقرب الناسٌ إليكِ
بل أقرب الأقربين

***************************

لماذا لم تذكٌرى وقتًُ مسحتٌ لكِ فيه دمعه
أو أهديتٌكِ شمعه
أو ألقيت كلمه لأجعلك فقط تبتسمين
أوتعلمين؟؟ أن طعنتكِ لم تأتى من الخلف
بل رشقت فى القلب ... وجاءت فى الصميم
بفضلكِ أنتى يا تؤامٌ الروح
عرفت شفتايا طعم الدموع
وأستقر الخوفٌ والحزن بين الضلوع
وأزدادت وحدتى بين الجموع
بفضلكِ أنتِ يا أغلى البشر
أنطفئ النور الباقى فى حياتى
وأختفى شعاع القمر
ولم أعٌد أقراء سوى جمله واحده
......... ألم نٌحذرٌكِ.......
فى عيون كل المٌحيطين

*************************
بضربةٌ موجه واحده
تهدم بناء كنتٌ أٌشيد فيه منذ سنوات
كنتٌ أظن أساسٌه من أقوى الأحجار
قادر على الأستمرار
صامد .. لايعرف معنى الأنكسار
قادر على صد الغزوات
ولكنى صٌعِقت .......
فلقد كان بنائى لايحمل الا رمال
وأساسه رملٌ الشاطئ
لا صخر جبال
مع مد البحرِ وجذرِه
أندثر فى الحال
ولم يتبقى منه سوى أطلال
وعويلُ وصراخٌ.... على مجهود سنين طوال
*****************************************
صديقتى العزيزه
س او ن او ج
أنتى الأن تبكين
وترسمين دور المسكينه
مرهفة الإحساسٌ مكسورة الجبين
تشتَكين وتتألمين
ولا تعرفين.... وانتِ فى طريقكِ هذه ....
على ماذا تمٌرين وتسحقين
لن تتخيلى كم من المشاعر قتلتى ولازلتِ تقتٌلين
ولن تشعٌرى بمقدار ألمى وأنتِ عليَّا تقسين
أشتريتِ الرخيص ... وبعتى الثمين
وأنتِ فى سكرةِ الحياه تتطوحين

*********************************
بِسببكِ
ظهرت فى قلبى نقطه سوداء
لا أعرف كيف أمحوها
ولأول مره أعترضت كرامتى وفاز الكبرياء
وأستغنيتٌ عن ضلَّكِ فى كل خٌطوه أخطوها
كل ما أتمناهٌ الأن
أن أعود إلى نفسى وأرجوها
أن تصفحٌ عن خطئى
أن تغفر لى ذنبى...
ان تقبلٌ أعذارى وحٌججى
سأعِدٌها أنّى سأكون صديقتها
وسأٌعوِِضٌها..... عن كل صديقه باعتٌها
**************************
أمَّا أنتِ
فمهما طالت الأيامَ وكثٌرت
أنتظرك...
ستعودينَ نادمةٌ
فعلاجَكِ أن تتألمى....
كى تعرفى خطإك...
ولكن وقتها لا أعدِك
هل أصفحٌ عنكِ
أو هل ساكونٌ موجوده أمسحٌ دمعِك؟؟
أم ستظلى باقى عٌمركِ نادمه
على ما أقترفت يداكِ
تتألمين وتبكين وحدِك؟؟؟؟؟؟؟

Saturday, June 18, 2011

حاجات مينفعش تتقال



فى حاجات مينفعش نقولها
مينفعش تطلع من اللسان
هى حاجات تتحس بس 
ولو متحستش
متتقالش
ولو اتقالت تبقى ماسخه
مالهاش طعم ....
زى مثلا
......................
.......................
.....................
.......................
.......................
.....................
......................
للاسف بردو مينفعش تتقال

Friday, June 17, 2011

كِش ملك



شطرنج وكل جيش فيه بلون
جيش اسود فيه ملك ظالم
وكام وزير ملعون
وحاشيه وطابيه وكام ظابط مجنون
وجِمال وخيل وكل اللى ممكن تتخيله
ورصاصا وموووت وظلم
محدش يستحمله
جيش فاكر ان الحق ممكن يموووت
صعبان عليا اصله جيش موهوم

وجيش ابيض طيب زى الملاك
عاش طول حياته راضى بالفتات
لكنه فاض بيه صرخ وشق السكوت
نزل وقالها صريحه
قالها بعلو الصوت
وقف قصاد النار مهمهوش الموت
كان الملك ناوى لشعبه نيه سواد
كشٌ الشعب  الملك
قام الملك مااااات

Wednesday, June 15, 2011

طريق امرأه

من أنا ؟
وماذا اريد؟
لماذا اتسأل وانا اعرف ان الجواب بعيد....
فمازال طيرى شريد
مهاجر.... عنيد
يهاجر من بلد الى بلد
ومن بحر الى محيط
تائه .... متعب .... لا يعرف للراحه طريق
يحط على الصخر فينجرح
ويحط على البحر فيرتد غريق
يبتعد فى سماء الدنيا
يتخذ من الوحده صديق
فلماذا يرفرف فى ضيق؟
ألأن جناحه مكسور؟
ام انه بالوحده مغمور؟؟
لو كان حبيس فى قفصه لقلت انه مأسور
فلماذا على الوحدة مجبور؟


أخاف عليك ياطيرى

فبرودة قلبى قد تنهيك
مأسورا مقتول
أرحل واتركنى ولا تخبر عنى احدا
وأبحث عن شط أخر
لا تغرب شمسه ابدا

وأذكر يوما أمراءة

عاشت تبحث عن حب
عن قلب يسعدها لحظات
وانتظرت
وانتظرت
وتحطم الامل الحب على صخور الايام
وسارت فى طريق خالى
تصاحبها الوحدة والا حلام