اللواء الفنجرى والذى يعتبر اشهر اعضاء المجلس العسكرى صاحب تحية الشهداء والتى ابهرت الجميع واثلجت صدور الامهات وجعلتهم مطمئنين ان حقوق ابنائهم الشهداء لن تضيع وانها امانه فى عنق المجلس العسكرى , فالجميع يعلم المعنى الكبير للتحيه العسكريه وانها شرف عظيم لا ينوله الا الشرفاء والعظماء
....
ولكن لا تبقى الدنيا على حال فبنفس اليد التى ادى بها اللواء الفنجرى تحية الشهداء رفع احدى اصابعها ووجهها محذرا اهالى هؤلاء الشهداء وذويهم وباقى المعتصمين من الاستمرار فى الاعتصام ..او كما قال فى خطابه استمرار الافعال التى تهدد امن الوطن وسلامته .. وكأن المطالبه بالقصاص واعادة الحقوق لاصحابها هو الذى سيؤذى امن مصر .. وكأن المطالبه بسرعة اخماد النار المشتعله والتى لا تنطفئ ابدا فى قلوب اهالى الشهداء وفى صدور المصريين هو الذى سيضر بالامن القومى للبلاد
خرج علينا سيادة اللواء بذلك الصوت الغليظ والمخيف وذلك الاصبع المُحذر الذى ارتفع فى وجه المصريين اكثر من خمس مرات طوال مدة الخطاب القصيره , مصدرا نظرات تحذيريه تخويفيه كانت تفصل بين كلماته , والتى كان يقصد ان يبعث بها رسائل ومعانى اخرى لا يحتويها خطابه المُحبط ( والحدق يفهم واللى مش هيفهم هنحط السيخ المحمى فى صرصور ودنه)
خرج محذرا كانما يتحدث الى حفنه من الاطفال المشاغبين ( اللى استحلوا اللعبه ) متناسيا ان هؤلاء الشباب هم من صرخوا وحاربوا فسادا و اسقطوا نظاما ثم ابهروا العالم واعادوا لمصر مكانه كنا قد نسيناها منذ زمن بعيد .......
انا لست سياسيه من الدرجه الاولى بل ولم امارس السياسه او افهم بعض الاعيبها سوى من فتره لا تزيد عن الثلاث سنوات , حتى اننى لازلت لا استطيع تفسير الكثير من الاحداث التى تحدث باستمرار.. انا فقط مصريه وجدت ان كرامتى التى استعدتها مع الثوره لا تسمح لى بان اقبل سذاجة خطابات الدكتور شرف ( والذى خاب ظنى فيه الى ابعد الحدود ) الذى اتى من قلب الثوره .. ولا تسمح كرامتى ايضا ان اقبل تحذير او تهديد المجلس العسكرى ( والذى اراه من وجهة نظرى الشخصيه حمى الثوره بيد ثم حاول ان يسحقها باليد الاخر)... والحقيقه انا اتعجب بشده من شيئان
الاول : ان المجلس العسكرى يسير بنفس الطريقه وبنفس الاجتهاد على طريقة مبارك السحريه فى الحكم غير ملتفت الى انه يكرر نفس الماساه والتى لا يخسر فيها الشعب اطلاقا
ثانيا : لقد شعرت من طريقة اللواء الفنجرى انه يريد ايصال رساله للمعتصمين ( ان صبر المجلس قد اوشك على النفاذ ) معتقدا ان تحذيره او تهديده سيعيد الثوار عن ما بدأوه او يثنيهم عما قرروا تحقيقه .متناسيا انه لم يعد لدينا مانفقده بل على العكس تماما لقد اصبح لدينا مستقبلا مشرقا نستطيع من اجله ان نقدم المزيد من ارواحنا عن طيب خاطر فمن تذوق طعم الحريه لن يجبره رصاص العالم على العوده مره اخرى كما كان عبدا ذليلا ....
اللواء الفنجرى لم ينزل الى التحرير وانا ايضا لم اذهب الى التحرير , ولكنى استطيع ان اخبره كفتاه مصريه كانت تدعو كملايين الشعب الى التغيير , وساندت الثوره منذ لحظتها الاولى قلبا وقالبا من خلال شاشة الكمبيوتر وكان ذلك كل ما تسطتيع فعله ,, بل وهتفت مع الثوار وهى تشاهدهم عبر شاشات التليفزيون ... استطيع ان اخبره ان التحرير اصبح لنا كل شئ .. اصبح منفذ توزيع الاراده على الشعب ومصنع الحريه وارض البطوله ونبتة الامان والامل بل وان لزم الامر مقبرة الثوار , ثوار مصر الشرفاء الذين اصروا على التغيير بالرغم من كل ما يقال عنهم وبالرغم من كل ما يلاقوه ويعانون منه من اتهامات .. الثوار الشرفاء الذين يستحقون الف تحيه عسكريه والذين لن يتنازلوا عن مطالبهم مهما كلفهم الامر
نحن اولى بثورتنا نحميها وندافع عنها , ولتعلم يا سيادة اللواء اننا لن نستسلم ولن نتراجع حتى وان اشهرت فى وجهنا اصابعك العشره
No comments:
Post a Comment