امى الحبيبه ... يا اغلى ما فى الكون واجمل ما فى حياتى ... اه لو تعلمين كم احبك .. كم اعشق مجرد وجودك فى تلك الحياه ...
اه لو تعلمين كم احبك واتمنى رضاكِ عنى ... اه لو تعلمين كم اعشقك وكم اتمنى ان احيا طوال حياتى تحت قدميكِ .. اه لو تعلمين ما يحمله قلبى من غرام اشك انه وٌجد قبل ذلك بين ام وابنتها ...
واه لو تعلمين كيف يمزقنى بعدك عنى وكيف يمزقنى اختلافاتنا الدائمه فى وجهات النظر ... وكم يؤلمنى عدم رؤيتك لى كمان انا ...
اعلم اننى مليئه بالاخطاء والعيوب فانا بشر... واعلم اننى مليئه بالهفوات والحماقات ولكنى اريدك ان تعلمى ايضا مقدار معاناتى القاسيه وانا احاول ان اكون ما تريدين لى ان اكون .. وفى نفس الوقت اكون لنفسى ما طالما حلمت به ان اكون وللاسف المسافه شاسعه وكبيره بين هذا وذاك
ولكن وجودك دائما وحبى الشديد لك وخوفى من غضبك عليا يجعلنى دائما ارضى بحلول الوسط فرضاك الدنيا ومافيها
كتبت هذه الكلمات فى بضع دقائق وبعد حيره شديده طوال ثلاث ايام ... كتبتها وانا ابكى,, فعصيانك امر لم اتعود عليه مطلقا وفراقك اقسى ما فى الوجود ... ولكن هذا البركان الخامد الذى يغلى فى داخلى طوال السنين الماضيه انفجر اخيرا ولا استطيع ان اتحاشى جمراته ولهيبه ... فلم اعد قادره على الصمت فمنذ ان اندلعت مظاهرات 25 يناير وانا اجلس فى مكانى لا اشارك ولا افعل اى شئ اشفاقا عليك من الم الفراق الذى اعلم انه قد ينهيكِ ...
منذ يوم 25 يناير وانا لا افعل شئ سوى ان اتابع شاشات التليفزيون فقط ... اشعر بالعجز الرهيب واتالم وابكى وانا اجد حلمى الذى طالما حلمت به يتحقق امامى ولا استطيع ان اكون مجرد جزء صغير منه ... ابكى لاننى لا استطيع ان اقوم بتنفيذ اى قرار اتخذته بعد ان ارى عيناكِ الحزينتان دائما
... بل لا استطيع اتخاذ اى قرار من الاساس الا بعد التفكير فيكِ مسبقا ... ولكنى الان فى مفترق الطرق مع نفسى ... هذه فرصه لطالما انتظرتها لافعل اى شئ يعيد احساسى بالحياه الذى فقدت معناها منذ زمن وانا لازلت فتاه فى العشرينات ...
ربما اريد ان اجرب شيئا جديدا واحساسا صادقا يحرك مياه حياتى الراكده الميته المليئه بالعفونه ....
ربما اجد معنى جديدا فى الميدان ... ربما اجد نفسى التى رحلت قبل ان أعى وجودها ... ربما اجد سببا يجعلنى اتمسك بهذه الحياه او سببا اقوى يجعلنى اقدمها لبلادى عن طيب خاطر وقناعه
ربما افهم اشياء طالما بحثت عن معناها ..
ربما اجد اخيرا علاجا لحزنى وحيرتى ..
وربما اكون قد اتخذت اخيرا قرارا صائبا , الم تشتكى دائما من قرارتى المتهوره؟
سامحينى يا امى ان نفسى الثائره دائما تؤلمنى لاننى لا اتحرك ولا اشارك فى هذه الملحمه التاريخيه التى تحدث فى ميدان التحرير ... ان داخلى يتمزق لمجرد فكرة اننى لن اكون جزء من هذا الحدث العظيم والجليل والذى يشتاق اليه كل انسان يحارب الظلم والفساد
احاول منع نفسى من النزول للميدان ولكن كل محاولاتى باءت بفشل ذريع
اعذرينى ايتها الغاليه فلقد اتخذت قرارى وقررت ايضا الا انظر الى عيناكِ وانا اخبرك به والقيت بتلك المهمه الصعبه على كلماتى .. ولتعتبريها يا امى اخر حماقاتى ... فلتعتبريها اخر هفواتى الجنونيه التى طالما تشتكين منها .. او اعتبريها بدايه عودتى الى نفسى واليكى ...
اتعرفين يا امى ان هذا القرار كان اسهل قرار اتخذته فى حياتى كلها فكل احتمالاته ناجحه ... ربما اعود اليك مرة اخرى بنصر كبير ونفس جديده وقلب نابض بحياه حقيقيه وقد انتصرت على خوفى وقلة حيلتى .. وقد اعود جسد صامت ولكن بروح حره سعيده ... فى كل الاحوال سأكون انا الفائزه فإما سافوز بنصر بلادى وعودة نفسى واما سافوز بالشهاده
امى اطمئنى فانا اعدك باننى فى كل الاحوال سأعود
على هامش التدوينه :-
هذا الخطاب لازال بين اوراقى ... ولم تقرأه امى ابدا :(
No comments:
Post a Comment